
عزلة صاخبة ولنا القرار
أ/نادية الحطامي
عندما نجلس في عزلة عن البشر نتذكر ماضينا ونمر بمحطات حياتنا السابقة ..
بخيالنا نسترجع تاريخاً تقادم وعقوداً من أعمارنا مرت كلمح البصر .. في زمن الذاكرة تقفز الأحداث متسارعة .. نمر بجوار الأحبة واللحظات التي كانت والأيام والسنين .. والمواقف والأشخاص والأماكن والطريق والكلمات والحروف والدموع والابتسامات ... كل شيء نمر به
عجباً لنا نسميها عزلة .. لكنها في الحقيقة حفلة صاخبة من الذكريات .. ولحظات راقصة في جدران المخيلة .. محطات مزدحمة جداً في عقولنا ..
هنا محطات تمنينا أننا لم نغادرها لكنا مجبرون على تركها، وهنا محطات جميلة أقسمنا على عدم نسيانها فخذلناها و مضينا بعيداً عنها.
هنا أيضا محطات تركناها بسلام وودعناها بفرح وأخرى تركناها بألم وبعضها تخطيناها دون التفات .
ومحطات تجاوزناها ولانزال نعيش فيها ونتراود عليها من حين لآخر .
في هذه المحطات بعضنا تاه وبعضنا مال وضاع والبعض توقف ولم يكمل المسير .
على مسرح الماضي محطات كثيرة فيها أقمنا أعراسا لبعض الجراح.. والأخرى دفنا فيها آلاماً وأمالا واستيقظت فينا أرواحاً جديدة ..
من تلك المحطات أطلقنا سراح أرواحنا و من ذاك الزمن افتدينا قلوبنا المأسورة وأعلنا الحرية تفاءلنا وتمنينا ومضينا فنحن الآن في محطة القرار .. إما أن ننطلق بقوة الماضي وخبرته ونتقدم ونرتقي.. أو نظل سجناء الألم والحزن والتجارب غير الجيدة .
هل سنجيد الرقص على سيمفونية الحب والجمال والتفاؤل والأمل ؟ أم سنرقص على موال العذاب والتعب والهم والقلق ؟
لنا القرار ...