٢١_سبتمبر المشؤوم .....

٢١_سبتمبر المشؤوم .....


نسرين الصبيحي*


يرتبطُ الانسان بتواريخ عديدة.. منها تواريخ شخصية وأخرى عامة ، تواريخ تسعِدُنا وننتظر تكرارَها كالأطفال ، وتواريخ نفاخرُ بها الدنيا ، منجزات و مكتسبات ونجاحات، ومنها تواريخٌ تؤلمُنا و تُحرجُنا و تُبكينا .


وكذلك الأوطان ترتبطُ بتواريخ نصرٍ و هزيمة ، استعمارٍ واستقلال، تواريخ بهيجة وأخرى كارثية، تواريخ غيّرت  رسم الخرائط  ، وغيّرت أنظمة وقوانين . 


  أما تاريخ ٢١ سبتمبر بالنسبة لليمن الحبيب، فهو تاريخ يبتعد كل البعد عن كل مفردات الوطنية و المواطنة و الحداثة و العصرنة والتطور وقبول الآخر ، 

تاريخ اليوم حوّل مفاهيم  #العنصرية و #السلالية و #الإمامية و #الطائفية والتخلف و تكميم الأفواه إلى واقعٍ معاشٍ،

يحرّكَهُ #إرهابيون ، جلّادون ، كارهون ، حاقدون، تابعون لأجنداتٍ إيرانية تمنحهم البقاء والاستمرار ،تحرّكهم كيفما ومتى شاءت .. 


مازال في جعبة اللغة والمفردات والكلمات الكثير ليصف واقع هذا التاريخ وأتباعه .


 #اليمن عانى من بعض التواريخ ،،  وكل ما أوشكت تنفرج ينقضُّ بعض العاقّين من أبنائه على تلك الإنفراجة و يعيدون اليمن الى ذيل قائمة التطور والحداثة...

 عاش #اليمن حروبا تخللها هُدنٌ من السلام ومازال ... 


 يحتاج #اليمن إلى قائدٍ طبيب وطني عصري مدني علماني ماهرٌ يغضب من أجل اليمن غضب رجل واعٍ ومسؤول لينقذه 

ويشفيه من كل جراحاته . 


يحتاج #اليمن إلى رجلٍ غيورٍ  يجتثُّ ما أصابه من فرقةٍ وتشرذمٍ وتفكّكٍ في عرى المحبة والتكافل الاجتماعي التي كانت من أهم سمات المجتمع اليمني ، 

يحتاج #اليمن إلى رجلٍ ديناميكي يمكنه من اللحاق بالزمن ليبدأ من حيث انتهى الآخرون .. 


يحتاج #اليمن إلى وطني فنان يعيد رسم اليمن ويجعله لوحة فنية جميلة تطابق اسمه في التاريخ (اليمن السعيد).

 


يحتاج #اليمن رجلا وطنيا يلتف حوله قيادة وطنية متخمة بالنزاهة والشرف والشعور بالمسؤولية، لا يغريها الفساد مهما بدا جذابا ، تُبعد عن ذاك الرجل طيف الفشل أو الهزيمة أو التراجع ... قيادة تدعمه و تسنده وتقويه..


الرجل موجود فالشرفاء والوطنيون اليمنيون كُثر ،  يحتاج  فقط ذاك الرجل أن يدعوا كل من مُنِح أو مَنَح لنفسه لقب قائد أو زعيم أو رئيس أو شيخ أو سيّد من شمال #اليمن إلى جنوبه،  الى نزهة على متن قارب  يُقلُّهم إلى جزيرة نائيةٍ جدا ، حيناً من الوقت ، لا تواصل ولا اتصال بينهم وبين اليمن ...


*صانعة افلام ومخرجة مهتمة بالشأن اليمني ،، وثقت كثيرا من الأفلام الوثائقية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي وأظهرت جزء من جرائمه في اليمن ، وحازت جوائزها على جوائز دولية ومن أعمالها فيلم عاصم الذي سلط الضوء على مجاعة قرية اسلم وبيع الحوثي معوناتهم الانسانية ، وفيلم ماذا بقي مني الذي تناول زرع الحوثي للألغام في تعز ، وفيلم أنا هزمت الغام الحوثي .